الجمعة، 31 مايو 2013

على نياتكم ترزقون

لا أدري أي متعة يجدها البعض في اكتشاف العيوب للآخرين وكأنهم ملائكة ، ينسون أنفسهم تماماً ويتمادون بأسلوب مستفز من أجل زرع بعض الابتسامات الساخرة على وجوه آخرين لإحراج أحد ما ، هو ليس برقي فكري ولا بذكاء في التعامل ، هو مجرد محاولة فاشلة لإثبات الوجود ، سيقلبها الله هماً عليهم ، فعلى نياتكم ترزقون لكن ليتهم يدركون حجم حماقتهم !


الخميس، 30 مايو 2013

مشكلته الوحيدة أنه لم يدرك بعد بأنه الحياة للكثيرين !


هو يحسب بأن احترام الناس له نابع من احترامهم لعائلته لا أكثر ، هو يعتقد بأن محبة أصدقاءه له هي لمصالح  يريدوها من والده ، هو يظن بأن المدير في وظيفته الأخيرة قد قبله خوفاً من ردة فعله وأهله عليه ، هو على يقين بأنه لا يستحق أي من انجازاته في الحياة فجميعها كانت لأجل مكانة عائلته في المجتمع ، هو لا يعلم بأن الناس تحترمه وتحبه وتقدره لأن كل الخير فيه  ، هو نقي وطاهر بحدود السماء وأكبر ، فلقد آمن وما زال بأن السعادة في الحياة تكمن في الفرحة التي يغرسها في نفوس الآخرين وفي فعل الخير من أجلهم ، مشكلته الوحيدة أنه لم يدرك بعد بأنه الحياة للكثيرين !

مقتبس من "في حياة أخرى سنلتقي" 




الثلاثاء، 28 مايو 2013

أريده رجلاً ناضجاً ، لا شاباً طائشاُ !

قال لها والدهشة ترتسم على وجهه :"غريبة أنتِ ، أترغب فتاة جميلة في عمرك أن تتزوج شخصاً يكبرها بأكثر من عشر سنوات " ، ابتسمت بلطف وقالت له :" أريد أحداً يمكنني الثقة به والشعور بالأمان معه ، بالطبع لن أثق بشاب لم يتجاوز الخمس وعشرين عاماً بعد ، فأنا لن أشعر بالاطمئنان إليه ولن أصدق أي مما يقوله ، أريده رجلاً ناضجاً ، لا شاباً طائشاَ ، يعي كلماته ومخططاً لمستقبله جيداً ، لا أريد شاباً في مقتبل العمر ليعدني بشيء في لحظة فرح وينساه تماماً لاحقاً ، أريد رجلاً بمستقبل لا شاباً يشعرني بالتيه والضياع معه ، فأنا لا أريد أن أبني حياتي على سراب ، أريده رجلاً ذو تجارب ليفهمني من عيوني ، لا أريد أن أكون مجبرة على الحديث بكل شيء ليفهمني ، أريد حياة مستقرة هادئة وهذه لن أجدها إلا مع إنسان واع  عرف جيداً ما هي الحياة " ! 
مقتبس من "في حياة أخرى سنلتقي" 
ريتا عيد 




الأحد، 26 مايو 2013

ما بال هذا الوطن ؟! يذلني كل يوم ألف مرة ومع ذلك لا أكف عن التفكير به وفي هنائه !

في طفولتي كانت لي أحلامي كأي طفل آخر ،  كنت أظن أنه بإمكاني يوماً ما أن أكون سبباً في تغيير الوضع المقيت الذي أسمع عنه للأفضل ولو قليلاً  ، لكن العيش في تفاصيل مشاكل وطننا العربي الخانقة تصيبك بوجع لا حدود له ، وكأن الروح في الأعماق تموت كل يوم ملايين المرات ، قررت الانسحاب أخيراً بعدما أنهكت تماماً واستنفذت كامل قواي في سراب ليس أكثر ، تركت خلفي كل اهتماماتي وانجازاتي التي عانيت طويلاً من أجل تحقيقها  ، كنت نرجسية قليلاً وأردت أن أنجو بنفسي من هذا الدمار الذي لا ينتهي ، حاولت أن ألملم حطام ذاتي لأرحل به بعيداً إلى حيث لا أدري ، رتبت حياتي بطريقة مختلفة تماماً ، كنت دقيقة كما عادتي ورسمت مستقبلاً مختلف تماماً عما كنت أحلم به ، مستقبل هو حلم لكل من حولي لكنني لم أرتح بعد فأنا لم أصل لذاك الهدوء الروحاني الذي كنت أسعى إليه ، كنت مخطئة وصدقت أملي في تغيير مسار حياتي ، فحتى إن حاولت اقتلاع نفسي من هذا الوسط السياسي المثير للشفقة الذي اعتدت عليه ، سيبقى هناك شيء يعذبني يربطني به ، يسمى الوطن وهمه  ، إدماني على متابعة الأخبار وشغفي في معرفة أدق التفاصيل ما زال يرافقني إلى الآن ، يجعلني هذا في حالة تيه وضياع تام ، ما بال هذا الوطن ؟! يذلني كل يوم ألف مرة ومع ذلك لا أكف عن التفكير به وفي هنائه !


السبت، 25 مايو 2013

بلاد لا تشبهني !

قريباً سأذهب إلى بلاد لا تشبهني ، غريبة عني وغريبة عنها ، لا تؤمن بي ولا أنا أؤمن بها ، لا أثق بها ولا تثق هي بي ، بلاد ستجعل كل من في بلادي يعتقدون بأنني الأكثر حظاً وهم لا يدركون مرارة العيش فيها ، بلاد سأفتقد فيها ظلال الحرب وطهارة الأرواح الصاعدة إلى المجد ، بلاد سأسير في شوارعها التي لا تذكرني بشيء طويلاً ، بلاد ستجعل أطفالي لا يتقنون لغتي ولا يعرفون عادات بلادي ، بلاد لطالما حلمت بها وبت الآن أمقتها ، بلاد هادئة جداً أفتقد فيها صراخ أبناء بلادي ، بلاد خيراتها لا تعني لي شيئاً ولا تأمل طيبة الناس فيها لساعات يسعدني كـ لحظة في تأمل أسوأ صفات أبناء بلادي ، بلاد  بعد موتي سيحتضنني ثراها الغريب عني للأبد رغم أنها لا تحبني ولا أحبها لكنني أرغمت على العيش فيها ليس أكثر  ! 



الأربعاء، 22 مايو 2013

رغم مرارتك وبرودتك وسوء الحياة بكِ نبقى نعشقك يا مدينة الموت !

باردة جداً أنتِ يا مدينة الحياة هذا العام ، لا شيء فيكِ جميل كما كان ، حتى أغاريد الطيور في الصباح صارت تبكينا ، والورد يعيد فينا ألم عشناه وحسبنا أننا نسيناه ، رائحة الوجع والموت تفوح في كل مكان فتقتلنا في اللحظة آلاف المرات ، يقول مسافر زاركِ يا مدينتي بأنه من سحر روعتك كاد يجن ، يا له من أحمق لا مبال فبعد أيام رحل ولم يعد مجدداً ولن يعود ، لقد قرأت الكذب في عينيه يا غزة ، فعن أي جمال كان يتحدث ذاك السخيف ؟! فإني أظن الحب في قلوب أبناء مدينتي قد مات ، وكل ما يغزو كيانهم هو حقد وكره وحسد ، كذبيني وقولي شيئاً آخر يعيد الأمل في أعماق روحي للنبض من جديد ، أسير في شوارعك كل مساء ولا أجد فيها إلا ظلام خانق يستفز شغفي للحياة فيكِ ، لكن ما يثير غيظي هو تناقض الأشياء فيكِ ، فأنت بهذا تشبهيني كثيراً أو ربما أنا من اكتسبت هذه الأشياء منك يا مدينتي المجنونة كما أنا ، رغم مرارتك وبرودتك وسوء الحياة بكِ نبقى نعشقك يا مدينة الموت !

ماذا فعلت بنا يا موت ؟!

ماذا فعلت بنا يا موت ؟! فجأة وبدون أي مقدمات تقتض علينا وتختطف منا أعز ما لدينا ، لتتركنا في هم وتيه وضياع ، توجه سيخك الساخن لأعماق قلوبنا فتبقى معذبة بك للأبد ، ما أن نحاول الاستفاقة من صدمة رحيلهم القاسي يوجعنا رحيل آخر ، لم تكن حنوناً معنا يوماً يا موت ، لكننا رغم هذا لم نعتد قسوتك بعد ، فكلما تسرق من بيننا أحد نثق بأن هذا كابوس لا أكثر ، فنكون على قناعة تامة بأنه سيعود ، تأبى أعماقنا المثخنة بالوجع تصديق بأنه قد رحل إلى حيث لا عودة ، نجلس مع أنفسنا لنقنعها بأنه قد مات ، لن يعود ، تقتلنا ذكرياتنا معه آلاف المرات ، بدون إحساس ووعي منا نتذكر أول لقاء لنا معهم ، هدوئهم الملائكي وحده ما يبقى لهم فينا ، لطفهم معنا ، أسرارهم ورواياتهم لنا ، نتذكر أوجاع كنا السبب بها ومع ذلك لم نعتذر ، تتلو تلقائياً آيات من الذكر الحكيم من أجلهم ، تدعو قليلاً ، لا يمكنك إيقاف دمعك المنهمر على وجنتيك ، ثقل كبير في رأسك يوجعك كثيراً ، فتجهش في البكاء وتدخل في غيبوبة عن كل ما حولك ، ترى بأن النوم سيصلح كل شيء ، فعندما تستيقظ سيعود كل شيء كما كان ، في أحلامك لا ترى إلا وجوههم التي لم تعرف الحزن يوماً ، رغم كل شيء كانت تتحدى القهر وتبتسم ، أحقاً رحلتم ، يا الهي ما أوجع الرحيل وما أقسى غياب أحبتنا !


الاثنين، 20 مايو 2013

أواجه صعوبة في فهمه أحياناً وأغضب مما يفعله كثيراً ، لكنني ما أن أنظر إليه أدرك تماماً بأنه الكون لي ! عطر الماضي


تارة أظن أني كل شيء له وأحياناً أخرى أيقن بأنني لا شيء في حياته ، ضائعة أنا في روايات منقوشة بين خفايا أكف القدر أسير فيها بلا بوصلة لطريق ليس له نقطة بدء أو حتى ختام ، لا أدري ما الذي ورطني في قصة ما زلت أجهل من أكون فيها ، كلما حسبت بأنني أخيراً سألملم أشلائي وأرحل إلى وطن آخر ينقذني من هذا الوجع اللا مبالي وجدت نفسي مشتبكة به إلى حدود اللا وعي !
سألته يوماً وأنا في قمة مللي منه  ، تُرى من أنا لك ، فابتسم بلطف بين أوراق عمله المنثورة في كل مكان وقال "أنتِ المستقبل ، لن أكبر إلا معك ، أثق بأنك ستكونين ساحرة كما أنتِ الآن " ، لم تسعدني إجابته هذه رغم أنني كنت أنتظرها  طويلاً منه ، لكنني الآن أجهل إن كان بمقدوري أن أمضي ما تبقى  من عمري غارقة معه في حالة قاتلة من الشك ، أكره محاولاته الاستفزازية لإثارة غيرتي عليه ، تجعلني أخافه كثيراً وتتشرب كل ثقتي التي منحتها له ، فأصمت طويلاً معه ولا أفكر إلا بالهرب منه فيعود جاثياً يطلب رضائي ، فأنظر إلى عينيه والحزن يحتل كياني لأرى فيهما قدري فأيقن بأن نهايتي لن تكون إلا معه وحده ، فالبعد عنه سيخنقني !
غريبة جداً علاقتي معه ، أعشقه كما لم تعشق امرأة رجل ، وأحب وجوده الدائم بالقرب مني وأطمئن كثيراً بخوفه علي  لكنني أحياناً أكره عصبيته حين أناقشه في أمر أظنه صواباً ويظنه خطأ ، فلا يوضح لي حتى سبب رفضه ، يعاملني وكأنني شيء من ممتلكاته ولست شريكته ، يخطط لكل شيء ويخبرني بذلك بعد أن ينتهي من إعداد أدق التفاصيل  ، يطلب يدي من والدي دون علمي مع أنني أعلمته سابقاً بأنني ما زلت بحاجة لقليل من الوقت لإنهاء دراستي ، ويحدد يوم الزفاف ويختار لي خاتمي ، ثم يشتري بيتاً خارج حدود الوطن دون رأيي ، لكنني رغم هذا أحبه ، أواجه صعوبة في فهمه أحياناً وأغضب مما يفعله كثيراً ، لكنني ما أن أنظر إليه أدرك تماماً بأنه الكون لي !
هو يدرك جيداً بأني لن أعشق يوماً رجل سواه ومع ذلك يثار غضباً حين يحدثني أحدهم ، فينقلب كلياً ويصير شخصاً آخر يكتم شحنات غيظه بقسوة ، قبل شهر حادثته لكي أدعوه لحفل تكريم لي ، فاعتذر لي بحجة مقابلة عمل جديدة لديه ، فأبلغته أمنياتي بالتوفيق ، قاطعني ، سيكون والدك بقربك لذا لن أخاف عليكِ يا أميرتي ، فقط كوني حذرة من مخاطبة الغرباء ، قلت له :"لن يحضر" ، فاستفز كثيراً ، وكان في الحفل أول الحاضرين !

مقتبس من رواية عطر الماضي ! 



الأحد، 19 مايو 2013

يوميات"sm" أخ مشاكس محبوب !


يا أيها القدر الجميل ، ممنونة جداً إليك لمنحي ملاك كأخي صادق الوعد حنون ، طيب الروح رقيق ، فيه الأمل لا ينضب والحروف قد تعجز على وصف من يكون ، فليكتب على جبين السماء بأن لي في هذا الكون سند يجعل كل شيء كأفضل ما يكون ، فاحمه يا رب من كل سوء ، وابعد عنه ما لا يليق به ، وحقق له أمنياته ، وكن دائماً معه فهو يستحق كل خير هذي الأرض !
يا كل كائن في الأرض صمتاً ، فبين الروح والروح تختلق معجزات من القدر تذيب حنايا من الوجع كادت تقتل أعماق مرحة ، فيصير كابوس قاس هو أسمى أمنية ، تتداخل حروف الأمل بالألم وبلمحة عين يتغير كل شيء ، فالحياة تصير جنان ، عطر العمر يفوح بكلماته ، والأحلام تكتمل بابتسامته ، وجوده يجعل الوجع ينبض بفرح ، قد نختلف ، نختنق ، نغيب عن بعضنا ساعات فتمضي الدقائق ببطء قاتل ، ونموت في البعد شوقاً ، فنلتقي فننسى كل ألمٍ المَ بنا .
بلا أخي سنين العمر باهتة وبشعة ، فيا قديسة المستحيلات أجيبي ندائي هذا ، وخذي من عمري بضع سنوات من أجله ، امنحيه ورد عند كل منحنى صعب ، وأذيبي من أمامه كل عوائق وجدت ، وارسمي الفرح في عيونه دوماً ، لأنه الفرح لنا والعمر لن يحلو بدونه ، فيا رب احمي لي أخي أينما ذهب ! 


السبت، 18 مايو 2013


- لم أكن أعلم بأنك ترتجفين وتحمر وجنتاك إلى هذا الحد حين تغضبين !
- كثيرة من الأشياء غابت عنك في حضور اللا حضور منك  يا ملاكي !
- أدرك جيداً كم كنت مقصراً ،لكنه العمل ، مستقبلي هو مستقبلك أنسيتِ؟
- ماذا عن وعدك بأن تبقى أقرب من روحي إلي ، المال ليس كل شيء !
- انتظرتني طويلاً يا ليندا ، فاصبري  قليلاً لأرتب ما تبقى وأعود إليك
- أيقنت مؤخراً بأني أنتظر شخص آخر يا خالد ليس من أحببته لسنوات
- سأقدر لحظة غضبك وأنسى ما تقولين ، هلّا هدأتِ قليلاً ، سأبقى هنا
- أحتاج قربك وليس وجودك ، فرق كبير بين كليهما،عد كما كنت
- من منّا  أراد مغادرة الوطن ومن فيه ، من منا أراد حياة أخرى ، ها ؟
- كنت أظنك الوطن ، لكنني أخطأت ، لم أكن أريد حياة بلا روح كهذه !

مقتبس من رواية عطر الماضي ، ريتا عيد 

وأعشق عمري لأني إذا مت أخجل من دمع أمي !


وأعشق عمري لأني إذا مت أخجل من دمع أمي

من روحها تشعل لنا شموع عمرنا بكل طيب ، هي زهرة تمتزج بين عروقها ترانيم الأمان لنتنفس الحياة ياسميناً في حضورها ، هي منبع العطاء والوفاء الذي لا ينضب ، وجودها هو ذاك الضوء الذي يشق لنا الدرب المثالي وبدونه نتوه في ظلمات اليأس والحيرة والمعاناة ، إليك يا من ينبض قلبك بالحنان ، إليك يا من تصنعين لنا الحياة ، إليك أنتِ أنحني بخجل وحب يا ملاكي الحنون .  

أمي الغالية ، يا من تجرعتِ كأس الشقاء المر لتسقيني السعادة ، وضحيتِ بالكثير من أجل أن لا أتألم ، وكنتِ لي كالشمس دفئاً وإنارة ، فمن ثغرك الباسم أرى جمال الكون ولذته ، وعندما تضيق بي الدنيا يكفيني أن أضع رأسي على صدرك فأنسى كل همي ، فأنتِ الأمان والحنان والحياة  وأنتِ قمري الذي لن يغيب أبداً .

إلى أمي الأعظم والأطهر والأسمى فلسطين ، الوطن الذي يعيش فينا منذ خلقنا , فلسطين التي أعشق حبات رمالها وسمائها وبحارها وجبالها وصحرائها وأزهارها وخيرات أرضها و كل ما فيها ، يصعب علي نسيان أدق تفاصيلها ، أو حتى أن  أكف لحظة عن التفكير في الوفاء وتقديم كل ما أملك من أجلها ، أمي فلسطين ، كم أحلم بأن تكوني حرة لأنك تستحقين يا منبع الكرامة ، فأبناؤك من أجلك بذلوا الغالي والنفيس وما زالوا على العهد والوعد وها هم يكملون طريق الثورة بكل ثقة من أجل حريتك .

 للأم الفلسطينية لصورة الوطن الجريح ، تلك الجبارة الحنونة الصابرة، الكاسرة البناءة ، العنيفة اللينة ، قوية القلب والروح والوجدان ، هي من تربي أجيال العودة وتغرس في روحهم عمق الانتماء للوطن قبل أي شيء ، بحجر تعلم صغيرها كيف يرفض الذل والهوان ، هو حجر الحرية تسميه ، تعلمهم كيف يعيدوا بناء أحلامهم ملايين المرات دون يأس أو كلل ، كل مساء تحدث أطفالها عن ذاك الشهيد البطل ليكون القدوة لهم ويسيروا على دربه ، تخبرهم أنهم سراب بدون الوطن ، تربيهم شباباً رواداً ليكونوا على موعد من أجل تقديم الروح للوطن ، تقبلهم بحنان لآخر مرة ، وتضمهم بلطف و تعلو على جراحها وتقدم فلذة أكبادها بكل طيب لفلسطين الأم لها ، تبقى الشامخة كالجبل في عنان السماء ، الراسخة كالسنديان وشجر الزيتون .

يوم واحد لن يكفيكِ أمي لنتحدث عن روعتك وحنانك وجمالك  ، فكل الأيام احتفالات لك ومن أجلك ، فأنتِ العيد لنا كل يوم ، وبحضرتك يحلو الحديث  يحلو السكوت وتحلو الحياة ، لو تدري كم نحبك ، فكوني بخير لنكون .

ريتا رضوان عيد





انحناءات متشابكة !


في الجامعة
لا تكف عن الصعود من مبنى لآخر لتحصل على تلك الورقة الضرورية لك
تنتظر طويلاً ، ثم يأتيك موظف بليد ليخبرك بأن هناك خلل ما في بياناتك
ربما الخلل هو بلادك العربية التي لا يسير أمر بها بدون وجود تلك الواسطة اللعينة
تتشاءم وترتسم ملامح الكآبة على وجهك ، يا الهي كم هي قذرة هذي الحياة !


في المفترق
تسير لاعناً هذي الحياة مفكراً بحيرة في أمر بلادك العجيب وفي أدق تفاصيل ما فيها
أصوات مزامير السيارات حولك والسرعة الخيالية لعجلاتها تجعلك عاجزاً عن الحركة
أنت لست مكترثاً بالحياة إلى ذاك الحد لكنك أيضاً لا تريد الموت بهذه الطريقة البشعة
يتراءى أمامك ضوء الرحيل ذاك الذي قرأت عنه طويلاً في روايات غربية
الوقت بطيئاً جداً وأنت تدرك جيداً أنها النهاية التي لطالما كرهت التفكير فيها
يمر شريط ذكرياتك من أمامك ، تتذكر كم كنت طفلاً شقياً وبلمحة عين أنت إنسان راشد يواجه الموت
صوت راجف لعجوز قابلتها قبل سنوات يقول لك "الموت سيكون حنوناً جداً إن ابتسمت له"
يتوقف الزمن مجدداً على صوت عجلات السيارات حولك وهي تحاول جاهدة أن لا تسبب لك الأذى
تنظر لنفسك وتقول :"أنا ما زلت حياً، كم كنت قريباً أيها الموت مني ولكني انتصرت"

في الشارع
بملابس رثة يسير ومعه علبة حلوى يبيع منها ما تيسر له مقابل القليل ، تارة يجتاح كيانه الخجل من نفسه
 وتارة أخرى يشعر بالحسد لطفل آخر ذاهب لمدرسته ، لكنه رغم كل هذا الانكسار في هذا الكون الأحمق لا ينكسر ، ما زالت لديه أحلامه ليبيع منها ما يستطيع لكي يعيش !

لا أدري لم على الإنسان انتظار ذكرى ميلاده ليعرب به عن امتنانه للحياة ! ، ولم على من حوله انتظار ذاك اليوم ليخبروه فيه كم يحبوه وما يعنيه لهم طالما كان بمقدورهم القيام بذلك في 364 يوم آخر من العام !


لا أدري لم على الإنسان انتظار ذكرى ميلاده ليعرب به عن امتنانه للحياة ! ، ولم على من حوله انتظار ذاك اليوم ليخبروه فيه كم يحبوه وما يعنيه لهم طالما كان بمقدورهم القيام بذلك في 364 يوم آخر من العام !



يوميات تائه عنوانها (في حياة أخرى سنلتقي)


أيها الموت رجاءاً إن كان قد حان الأجل فكن لطيفاً معي لأجلهم خذ روحي بسلام ولا تعذبهم معي فلا ذنب لهم إلا أنهم بصدق أحبوني لا داعي لتحبس الدم في وجهي وتجعل عيوني حمراء كالجمر أمامهم فزرقة شفتاي وارتفاع حرارة وجهي وبضع قطرات دم تسقط من فمي لن تؤلمني كثيراً لكنني أخاف عليهم من البكاء بحرقة لأجلي فهم سر السعادة في عيوني كانوا وما زالوا ، أرجوك كن حنوناً معي أمامهم أيها الموت فلا ذنب لهم فيما أمر به
حاسبني كما تشاء لكن كن لطيفاً في وجودهم !
يقول طبيبي الأحمق : " هي بضع سنوات لا أكثر " ، يرتبك هو ويرتجف بخوف ، فينظر في عيوني والدمع متلألئ من عينين خضراوين ساحرتين ، فأحاول التخفيف عنه فأقول : "هو فيلم روائي جديد فلا تجزع" ، تتعالى الصيحات مع صوت البكاء ويبدو لي مشهد عزائي ساخر أودع فيه أجمل لحظات حياتي وأستعد للحظات لا تعج إلا بألم الوداع القاسي ، يا لوجعي ، أمات أحد يا ملاكي ، أتساءل بغبن واضح ! يمسك بيديّ ويقسوا عليها قليلاً ، يتمالك نفسه ويمسح قطرات دمع سقطت على وجنتيه ، "كل شيء سيكون بخير فاطمئني" ، هكذا يقول ، فأبكي عليه لا على عمري !

يوميات تائه عنوانها (في حياة أخرى سنلتقي)


على أكف القدر نمشي دون أن ندرك شيئاً عن خباياه !

بأعجوبة نجوت من التفكير القاتل اللانهائي بحماقة كلماتهم الحادة عن اهتماماتي في هكذا فترة ، فصاروا هم وأرائهم وأفعالهم لا يعنوني أبداً ، تماماً كالعدم ، صدقاً لم أعد أكترث إلا لشكري للقدر وابتساماتي ، وربما هذا ما يثير غيظهم ويزعجهم ، هم يريدونني أن أقضي ما تبقى لي بالتفكير بالنهاية ، نعم هي 18 عام و7 أشهر و14 يوم  قضيتها من حياتي ، حققت فيها ما يكفيني من أحلامي ، والتقيت فيها بأشخاص يفوق عددهم عدد شعر رأسهم الحاوي لعقل مستذكي معي ، وقمت بأفعال جنونية تثير فرحي وأخرى تعيد ترتيب الكون بهدوء ملائكي ،أنا أثق عميقاً بأن الرب قد منحني سعادة أكثر بكثير من أسعدهم ، العام الأخير بآلامه ومعاناته كان صعب بشكل أو بآخر ، لكنني ما زلت أغني للحياة ، لا أدري إن كان لي بين صفحاتها يوم آخر أو ربما عام أو مهما يكن ، فمهما تبقى لي من عمري سأعيشه تماماً كم أنا الآن ، لا شيء يعكر صفو مزاجي ، على الأقل سأموت راضية عن نفسي وعن قدري !


الجمعة، 17 مايو 2013

الحقيقة كانت أكبر من أمنياتي وأحلامي !


طلبوا منا أن نلقي عليه نظرة الوداع ، استحقرت وقتها كل من قال لنا الوداع ، كنت على ثقة بأنه سيفيق بعد لحظات ليخبرنا بأنه كان يحاول أن يلعب معنا لعبة السكون المفضلة لديه فمن يبقى أطول فترة ممكنة بلا حركة هو الفائز !
كان وجهه ملائكياً ونائم تماماً ، اقتربت من رأسه وطلبت منه أن يستفيق ، لكنه لم يفعل ، نظرت إليه كان مبتسماً وشعره الأسود الطويل يغطي جبينه ، كنت متأكدة حينها بأنه لم يمت فصرخت فيهم أخي ما زال حياً ،ولكن الحقيقة كانت أكبر من أمنياتي وأحلامي !
أهنئك أخي ، كنت أنت من انتصرت يا عمري وهزيمتي في موتك أعمت لي كياني وأرهقتني ، اشتقت لابتسامتك الخجولة حبيبي فهي كانت وما زالت سر حياتي من بعدك وإن غابت ، أنا على يقين بأنك تسمعني الآن فكل ما أريد قوله لك أنني أشتاق وجودك كثيراً فمن بعدك لم أعد أحدث أحداً قصص ما قبل النوم ولا حتى أقدر على النوم بدون أن أقبلك على جبينك وأخبرك بأنك قمري ،فكل ذكرياتي التي نسجتها معك تؤلمني كثيراً فوجع الموت لا يصبح أسهل كما يقولون مع الوقت بل هو أكثر عمقاً بسكينه الضاغط على قلبي ، في السنة الرابعة لرحيلك ما زالت السماء رمادية ملبدة بغيوم الضياع والخيبة وصوت الطير الحزين يغمره الألم ولون الورد باهت وكئيب وكل ما في الحياة يفتقد بدره الجميل !


"أحبك أكثر حينما تكون مستفزاً وسخيفاً يا أخي الوحيد في هذا الكون الكبير"


يحاول استفزازي بشدة أمام والدي ، ثم ينظر إلي بعيونه العسلية البريئة ويقول :
 " ريتا ،، أمنزعجة من شيء أنتِ هذا المساء ،ربما الحل معي قولي ما الأمر؟  "
أرفع حاجبي الأيسر وبابتسامة خبيثة أقول :"هل يبدو علي الانزعاج يا حبيبي "
هو:"جميلة أنتِ حينما تكونين غاضبة مني ، ياه أنا قادر على استفزازك إذن "
أنا:"أحبك أكثر حينما تكون مستفزاً وسخيفاً يا أخي الوحيد في هذا الكون الكبير"

*المشكلة أن غيابي عنك ولو ليوم يفقدني صوابي ، دمت لي السند يا ملاكي ! 


أيام من حياتي ! "في غزة"


شيء غريب جداً حصل ذاك اليوم ، أتذكر جيداً الحريق الذي حدث في يوم الخميس بدون أي سبب ، فجأة كانت النار تشتعل في أسلاك الكهرباء ، لم يكن أحد في البيت سوى أنا وأختي وأخي محمد ،حاولنا بقدر ما استطعنا التغلب عليه ، لم تكن الأضرار كبيرة !
نظرت لأخي ، كان ينظر للبيت وكأنه لم يره من قبل ، ينظر لكل أجزائه بتأمل دقيق ، اقتربت منه وسرحت له شعره الطويل ورتبت له ثيابه كان يرتدي قميصه الأزرق المفضل لي ، قال لي "مو خايفة تبقي بالبيت لحالك ويجي حرامي" ، وقتها ضحكت ، قبلته على جبينه وقلت له "ما تغلب أختك يا حمادة وامسك إيدها منيح "
غادروا هم في تمام الساعة الرابعة مساءاً وفي السابعة وصلتني المكالمات من كل مكان تهنئني بحصول النص المسرحي "والله واستقلينا" على المرتبة الأولى ، كنت أنتظر هذا الخبر بلهفة  ولكني حينها لم أشعر بأي فرح و كأنه أمراً عاديا ، وبعد نصف ساعة وصلتني مكالمة من ابن عمتي "جهاد"  يخبرني فيها بإصابة أخي محمد في حادث سيارة وكسر رجله ، وفي الرابعة من مساء يوم الجمعة عاد أخي محمد للبيت وكان محمولاً ، طلبوا منا أن نلقي عليه نظرة الوداع ، استحقرت وقتها كل من قال لنا كلمة الوداع ، كنت على ثقة بأنه سيفيق بعد قليل ليخبرنا بأنه كان فقط يحاول أن يلعب معنا لعبة السكون المفضلة لديه  ومن يبقى أكثر فترة ممكنة بلا حركة هو الفائز !
كان وجهه ملائكياً  ، اقتربت من رأسه وطلبت منه أن يستفيق لكنه لم يفعل ، نظرت إليه كان يبتسم وشعره الطويل الأسود يغطي جبينه  ، كنت متأكدة حينها بأنه لم يمت فصرخت فيهم أخي ما زال حياً ،ولكن الحقيقة كانت أنه قد مات ،أدركت ذلك اليوم فقط  يا روحي!
أهنئك ، كنت أنت من انتصرت يا عمري وهزيمتي في موتك أعمت لي كياني وأرهقتني  ، اشتقت لابتسامتك حبيبي فهي كانت وما زالت سر حياتي من بعدك !

انتفاضة الحرية 2007


انتفاضة الحرية....
ريتا عيد 10/11/2007 

بين أحضان القدس وأضلعها ، جاءت الأوامر بهدم منزلها الصغير ، وباقتلاع زيتونة راسخة غرستها وزوجها قبل أن يؤسر ، ولكنها لا تعلم بعد ما يدور في غيابها ، كل ما كان يتلاطم في فكرها ، هو رغيف وكأس ماء لابنها أحمد قبل أن يعود من مدرسته ، ومن مصارعة العيون مع جندي صهيوني يراه في طريق عودته ،عادت تحمل بين كفيها رغيف خبز له ، ويبدو عليها الارتياح لجلبها لصغيرها قوت يومه ، ولكن...كانت الصدمة أكبر من أن يحتملها قلبها الرقيق.عندما وصلت ، كان البيت قد حطم تماما ، كانت تجهل بأن بيتها الصغير سيعيق توسيع ملهى لأبناء الصهاينة ، يسطو على آلاف الدونمات، تهاوت أرضا وقبلت التراب !
جاء يصرخ من بعيد ، بعدما لمح  أمه على الأرض ملقاة ، راح يركض بارتياب بتطاير شعره الأسود الطويل .تارة يمينا وتارة يسارا ، لكن رصاصات البندقية كانت أسرع من قدماه الصغيرتين وأقرب من أمتار تفصله عن حضن أمه ، فسقط أرضا وغمرت دماؤه الزكية تراب أرض طاهر !
علت صيحاتها ، انهمرت دموعها ، ضمته بحرارة ، قبلته على جبينه ، وهنأته بعيده السابع ، صوت حنون كان يهز أعماقها بأن لا تبكي على صغيرها ، كان طفل بألف رجل !
لم تكن طلقة واحدة كافية لهم ، ولكنها كانت كافية لبعث الحياة في شعب أرض لا يلين ولا يهون !
أشعلت بركان الغضب في قلب ثائر ، لم يكن بحاجة لأمر أحد لينطلق ببندقيته صوب رأس جندي حقير، ليسقط  بذلك أصوات الداعين لسلام مع ذئاب !
وليكتب عاليا على جبين السماء ، كانت فلسطين وستبقى فلسطين ما دامت قلوبنا تنبض عشقا لها لم يكن أحمد مجرد شهيد ، بل كان فجر جديد  ،لانتفاضة ثالثة "انتفاضة الحرية" !


الخميس، 16 مايو 2013

عذراً درويش

عذراً درويش ، فالحقيقة أني لا أحن إلى خبز أمي ولا حتى إلى قهوتها ، فأنا لم أتذوق خبزها يوماً واعتدت أن آكل من خبز مصنع قريب من بيتنا المطل على البحر ، أما القهوة فأنا أساساً لا أحبها كثيراً ، لكنني رغم هذا أعشق أمي بكل تفاصيلها مع أنها لا تشبهني في شيء ، لا بملامح وجهي العربية ولا حتى بابتسامتي الشرقية ، ولا بعنادي القاسي مع أحبتي ، ومع هذا أشعر بأن رابطة إلهية قوية تجمعني بها ، أحياناً لا أفهمها بشكل جيد وأشعر بأنها لا تجيد فهمي كذلك ، لكن ابتسامة واحدة مني أو منها تجعل أي أمر كان كأفضل ما يكون ، أنا لم أتجاوز العشرين بعد يا أمي لكنني أصبحت قادرة على إدارة كل شؤوني بنفسي ، مررت بكل التجارب الكفيلة بأن تصنع من أي شخص كان إنساناً قوياً وعلمت بأن الحياة ليست جنة كما كنت أتخيلها في قصصك التي كنت تروينها لي قبل النوم ، فالخير لا ينتصر دائماً ولا حتى من نمنحهم ثقتنا يحافظون عليها ، أنا يا أمي أحبك كثيراً لكني ربما لست جيدة بما يكفي لأعلمك بأنني ممنونة لوجودك في حياتي ، يقول لي الغريب يا أمي بأن سماء جديدة وأرض أخرى ستجعلني الأسعد ، لكن لا تقلقي فأنا ما زلت كما أنا لا أصدق الغرباء  ، أحمل في أعماق روحي التمرد العربي يا أمي ، أستاء منه أحياناً بين أخوتي في الوطن وأتباهى به في بعدي عن بلادي ، أتعلمين بأني أخاف كثيراً هذه الأيام رغم أن كل شيء يسير على ما يرام وأكثر ، حظيت بكل ما كنت أتمنى به يوماً ، لدي انجازاتي وبيتي وأحلامي التي تتحقق شيئاً فشيئاً وعندي من أثق به جيداً في حياتي لكنني لم أرتح بعد ، صلي لي قبل نومك يا أمي لكي أطمئن ، وادعي لي الرب بأن يجعلني على طريق صائب مستقيم حتى لا أظلم أحداً معي يوماً ، فأنا أخطئ كثيراً بلا قصد ، أرجوك يا أمي سامحيني واغفري ذنبي وكفاك قلقاً علي ، أنا بخير ، وإن كذبتني عيوني وقالت غير ذلك ، فثقي بأني سأكون بخير ، يوماُ ما !


ذاكرتي ضعيفة رقيقة هشة  لكنها حنونة جداُ معي
تنسيني كل همي بعد برهة فأعيشها بفرح حياتي
كحقيبة سفري الصغيرة تبدل محتواها كل جولة
فتبقى من ماء المطر أنقى ومن زهر اللوتس أحلى
أنا وهي متفقتان كثيراً رغم كل ما يمر بنا ليؤلمنا
لا شوق لا عتاب لا آيات عشق أو عذاب نعرفه
لا أحد يثير بنا الوجع لغيابه فحين يقول وداعاً
تقول ذاكرتي لي سلاماً فأقول له سلاماً وأنسى !


هل نستسلم للموت بهدوء لنرتاح ، أم نتمرد على القدر ونناضل لنحيا من أجل من نحبهم ويحبوننا !

هناك وجع لن نستطيع أبداً الإفصاح عنه ، يسكننا طويلاً ويأخذ منا مع كل لحظة جزءاً من روحنا الجميلة تلك ، نصمت بحذر كلما زاد إيلاماً لنا ، ونكابر بأننا بخير وسننجو ، نحاول طمئنة أحب الناس إلينا بأنه يوماً ما سيعود كل شيء أفضل بكثير مما كان رغم إيقاننا التام بأن هذا اليوم محال أن يأتي ، يجعلنا في حيرة حينها هل نستسلم للموت بهدوء لنرتاح ، أم نتمرد على القدر ونناضل لنحيا من أجل من نحبهم ويحبوننا !

الأربعاء، 15 مايو 2013

أيها الموت ، كن حنوناً معي !

أيها الموت ، إن وافيتني في بلاد غير بلادي فكن حنوناً وإياي ، اخطفني ببطء لكي أستعيد بضع صور لأرضنا وزيتونها وظلالها التي ترد الآمان للمغترب ولتكن الصورة الأخيرة في ذاكرتي قبل الرحيل هي ابتسامة لوالدي الحبيب ودعاء طاهر من أمي الحنونة ، كن طيباً معي ومع جثماني وانقله إلى حيث الوطن والأهل والروح الشقية فأنا لا أريد غير ثرى بلادي حضن لي ، فملامح وجهي العربية المتمردة لن تقبل بغير هذا ، آيات شوق واعتزاز بلغها للأحبة في الوطن ، فلي فيه ذكريات وماض وأحلام ستكبر مع ضحكات أخوتي هناك ، لا أريد منهم دموع وأحزان ، فأنا معهم وإليهم من دم الوريد أقرب !

قصيدة أرسلت لي قديماً من شاعر فلسطيني


قولي بربِّكِ كيْفْ ..

تتلو الحمائمُ أغنياتِ اللاسلامْ ..

تعلو السنابلُ فوْقَ اسنِمةِ الغمامِ ..

يعْرى الكلامُ قُبيْلَ أُقْرئهُ السلامْ ..

يأتي الربيعُ مدجَّجاً

ويحلَّ بعْدَ الصيْفْ ..

قولي بربِّكِ كيفْ ؟! ..


ريتا وأيُّ الطيِّباتْ ..

نغمٌ بثوْبِ الأغنياتْ ..

وطنٌ بمنفاهُ المنكَّسِ ظِلّه ..

حرْفٌ بآياتٍ تردُّ السيْفْ ..

وتعيدُ في أثرِ الشتاءِ الطيفْ ..

فكيْف !!

قولي بربكِ كيف ؟

إلى : ريتا عيد 


الثلاثاء، 14 مايو 2013

ثائر بوجه آخر !


ثائر بوجه آخر !

أتساءل !!!
هل ما زلت تذكرني ؟! أما زال اسمي يزرع فيك تلك الرجفة ووجودي يرعش أعماقك كما كان ؟! هل ما زلت تحب ابتسامتي التي كنت تتغنى بها دوما؟! وهل عيوني السوداء ما زالت سحر يأخذك إلى حيث القمر؟!هل تشتاق صوتي الحنون وهمسي المجنون حين أناديك ؟! لا داعي يا عمري لافتقادي فلا شيء في بقي كما هو منذ رحلت …
فاسمي لم يعد لطيفا كما كان ، كلما ناداني به أحداً تذكرتك فنسيت من أكون أمام اشتياقي لكل ما فيك ، وابتسامتي ... يا الهي عن أي ابتسامة أتحدث فالكآبة أعادت رسم ملامح وجهي بالحزن وسطرت على جبيني آيات الموت الموجعة ، وعيوني أدماها السهر يا عشقي فدموع الكون احتلتها ونزعت منها بريقها الدافئ ،وصوتي ترانيم أغنية العزاء ، إيقاعاته ممزوجة بالألم الساكن أعماقي …

فصل الشتاء قد بدأ الآن في البلاد ، ويا ليتك كنت هنا هذا الصباح لتشاهد معي نداء السماء لنا لنعاهدها على الوفاء كما كنا نفعل كل شتاء لكن لا تقلق فأنا وقفت في وسط المطر وعاهدتها عني وعنك، أتعلم كنت أشعر حقاً  بوجودك معي منذ أغمضت عيوني وكأنك بقربي كما كنا ، لم أطمئن منذ غبت إلا هذا الصباح ،نظرت للبحر الهائج وتذكرت يوم كتبنا رسائلنا بحروف الفرح ووضعناها في زجاجات وألقينا بها بعيداً لتصل إلى حيث لا ندري هل تعتقد بأن أحداً قرأها الآن ؟! أيقن بأن من امتلكها يفكر فيك كثيرا ويتمنى أن يراك ولو مرة واحدة فلا أحد قادر على أن ينسج الحروف كما كنت تفعل بها كأناقتك المعهودة
لا تقلق يا ملاكي ،، فأنا أثق بأنك يوما ستعود ومعك كل أحلامي ، أنت تعلم بأني  بانتظارك دوماً ، لعنة السجان تلك ستعلن استسلامها وستكتب حروفها الأخيرة قريباً ، فالوطن يبقى فوق كل شيء كما كنت تقول !
أرجوك ، كن بخير لأجلي !

مقتبس من رواية عطر الماضي ، ريتا عيد





الاثنين، 13 مايو 2013


لم تعد طباعة أعماقي على الورق تريحني ولا حتى تحرر حروف ألمي تخفف عني لوعة ما أحاول تناسيه ، جرحي يؤلم أكثر كلما كتبت عنه أو حدثتهم به ، ليس صحيحاً ما قالوه لي بأن الكتابة تخفف عنك ما فيك ، على يقين أنا بأن حروف وجعك تجعلك تذوق مره مرتين ليتعمق أكثر في حنايا روحك وليتجسد في عيونك ويجعل منها مدينة للأحزان ولتصبح أنت لذاتك العدو !
قل وداعاً لمن رحلوا ولا تقل وداعاً لروحك المرحة تلك ، فما زال في العمر متسع للفرح .
قل لخيبة الأمل كفى ، مللت منك وكرهت الكتابة عنك .
قل لوجعك سأكتب حروف يأسك الأخيرة الآن وليشهد التاريخ ولتشهد نفسي أني انتصرت وانتصرت و انتصرت !!!






لحظة يأس ! 

فجأة وجد نفسه هناك ، حيث لم يكن أحداً سواه والظلام الدامس لا يكاد يميز فيه شيئاً ولا يشعر إلا بحنايا روحه المرتجفة ، هو خائف ، غاضب ، متردد ، تغزو أفكاره المجنونة أعماق كيانه ، تارة يفكر بأمل في النجاة وتارة تنهار كل أحلامه ويقرر الاستسلام لناقوس الخطر، لا يعلم شيء سوى أنه يقع تماماً في المجهول المميت ، يحاول أن يبتسم قليلاً ويقنع نفسه بأن الأمور على ما يرام ولا داع للقلق لعل ذلك يخفف عنه من حدة الألم  كما كان يقول له جده قبل أعوام طويلة !
هو الآن أصبح شاباً قوياً ولم يعد بحاجة لوصايا جده من العصر القديم تلك ، هكذا يفكر الآن في محاولة يائسة منه لاستعادة قوته ، يلتفت ببطء للخلف ثم يمشي خطوة للأمام ، ينظر يميناً ، يساراً ، يصيبه الإحباط ، فيصرخ بوحشية  إلى أين المسير الآن ؟!
يسمع صدى صوته المشبع بالآهات ، فيرتجف منه ويهاب الظلام أكثر ، يقف حائراً من جديد بعيون أرهقت تماماً !
رغم هول ما فيه لم يكف عن التفكير في ابنته الصغيرة ، ربما تحتاجه الآن لزرع قبلة على جبينها قبل النوم وأمنية بأحلام سعيدة ، آه وكيف تنام وهي ما زالت في الشارع بين غرباء عنها وربما حصل معها أمر خطير هل يعقل أنها خطفت و يفكر الخاطف الآن في قتلها ،  ينهار تماماً ويبكي بإجهاش فابنته في خطر هكذا يتراود لذهنه ، يجلس في زاوية  ويتقوقع حول نفسه في البرد القاسي ، يبكي عليها بدموع تحرق وجنتيه ، يردد ما ذنبك يا صغيرتي ؟! ، صوت من بعيد يسمعه الآن ، يلملم ما تبقى من ذاته المنهكة ويقف يقول بصوت نابض بالأمل ، هل من أحد هنا ! 
عطر الماضي "رواية لم تخرج للنور بعد"


أحببتك جداً وخذلتني جداً !

هذه المرة لست أنا ولا أنت من نقرر العودة والبدء من جديد فالأمر أصبح مستحيلاً ،أنت اخترت الحياة بدوني وقررت مصير حياتك دون أن تدري كم آذيتني بذلك ، اقتلعت من روحي الحياة لتعيش ومن قلبي سرقت الأمل والفرح ومضيت بكل سهولة وكأن لا ذنب لك فيما أنا فيه من ضيعة وخيبة ، حدثني ماذا عن تلك الوعود بأن لن تكون إلا لي وعن أحلامنا تلك التي رسمناها سوياً وعن سيرنا معاً في زفافنا وأن تكمل حياتك لإسعادي !
هل كان سهل عليك لهذه الدرجة أن تتزوج امرأة سواي ؟! وأن تمضي حياتك معها هي وتنساني أنا ؟! أتعلم حقاً من كنت لي ؟! في صلاتي كنت أنسى نفسي وأذكرك ، في كل مكان أكون فيه كنت أنسى من حولي وأراك وإن لم تكن ، بين ذاتي وذاتي أنت كنت تنبض . أتذكر حين أخبرتني بألم قدمك وغبت عني بعدها ليومين . حينها لم أذق النوم تفكيراً بحالك ، أتعلم لم أخفيت عنك ذلك ؟! لأني كنت أخاف من أن تقلق ولكنني كنت ساذجة جداً يا ملاكي . هل أخطأت بحقك يوم ؟هل أحزنتك يوم ؟ هل كنت قاسية معك؟ أنا أعتذر إن فعلت ذلك ولكن فلتعلم أنك كنت بالنسبة لي الأطهر والأنقى والأسمى وخيانتك هذه لي حطمت لي فؤادي وأعمت لي كياني وأرهقتني ..أحببتك بصدق وآلمتني بقسوة ،  فلتكن بخير هذا ما أتمناه لك  ، لا أستطيع أن أتمنى غير ذلك للرجل الوحيد الذي أحببته من كل قلبي وعشت معه أروع ذكرياتي ،  أعذر كلماتي القاسية فهي في صدمة غيابك فحسب  ، أما عن زفافك فهنيئاً لك ولها وأخبرها بأنها ستكون محظوظة جداً بك وأثق باختيارك ، كن سعيد هذا هو طلبي الأخير منك ...لن أقول لك حبيبي بعد الآن ولا حياتي ولا روحي ومع أنك أكثر من هذا لي لأنك لست لي وأنا لن أقبل على نفسي بأن أعشق رجل متزوج ، هذا اختيارك وعلي أن أحترمك ، لأجل أيامنا الجميلة تلك ولأنني أثق بأن الظروف هي من أجبرتك على فعل هذا ! لكن لن تطلب مني مجدداً أن أعود إليك ، لأنني لن أفعل ولو كنت مقتولاً أمامي !

مقتبس من رواية عطر الماضي "لم تخرج للنور بعد"


الأحد، 12 مايو 2013

هو الضمير مع كل ذنب يقترفه المرء يبدأ بتأنيب وتوبيخ كيانه بقسوة ، لكنه مع تزايد الذنوب ينفذ تدريجياً إلى أن يموت  تماماً ، فلا يعود بعد ذلك أي ذنب قادر على إحيائه من جديد !



غارقة أنا بين أوراق الماضي المتساقطة الذابلة المصفرة المتآكلة  أمامي و حاضري وآهاتي وأحلامي وآمالي وأيامي التي لا تمضي ، لا أدري إن كان الواقع هو حلم أم إن حياتي كلها جرم و ظلم  في غيابي عنك يا وطني ، أبكي على  عمري وسنواتي أم أبكي على أملي وأحلامي ، فكل ما أملك الآن دمع عيني وأنين فؤادي ، لا حب يرضيني ولا عشق يهنيني ولا فرح ولا ضحك ولا روح تغذي قلبي المشتاق ، يا جرحي الباكي كفاك تعذيباً ، لا أنا حمل الهوى ولا أنا صرح الوفا !
يكفيني ما فيني من هم ومن حزن ومن ألم ومن لوعة الأحباب والأغراب في وطني وفي وجداني ! 





لا أدري ما الذي جعل منا طيوراً تحلق في عنان السماء وترقص على ترانيم أغنية الأمل ثم اغتال أحلامنا بلمحة عين فمات كل شيء جميل وغادرنا الفرح ، حتى البدايات صارت مستحيلة ، وكأن شيء ما يربطنا بعطر الماضي فيأخذنا الحنين إليه فلا نعد نملك منه إلا آلام حاضر ضائع بين غياهب الألغاز !

عطر الماضي ، "رواية لم تخرج للنور بعد"



مرهقة إلى حد الموت وأكثر هذه المرة ، أشعر بالعجز عن التفكير بأي شي كان أو سيكون ، فكل ما بأعماقي يؤلمني كثيراً ، يا الهي كم أحتاجك فرجاءاً كن معي ، كأن القدر ينتقم مني هذه المرة يا رب  ، كل آلام الحياة سكنت كياني ، ومن بعد موت أخي أنا انتهيت ، شغفي للحياة قد مات  والأمل فيها قد انطفأ تماماً ، أنا أعلم جيداً بأنك تعلم مرارة الألم الذي أعيشه الآن فأرجوك ساعدني ، في داخلي ألف دمعة ،  أبكي ولا أبكي ، محبطة جداً وأستسلم الآن ، لم أعد أستطيع تحمل المزيد من هذه الحياة اللعينة ، هلّا توقفت يا قلبي المسكين عن النبض ، أنا أشعر بك فأنت أيضا قد أنهكتك الأيام .. هيا ارتاح قليلاً ،  لم أعد أقوى على التفكير ، كل شيء منهار تماماً ولا يمكن تصليحه  ، وكأن لعنة الأيام قد أعلنت الحرب علي ، أحييك لقد انتصرت و أنا فشلت ، هيا أيها الموت ضع اسمي على قائمتك لعلي بعد الموت أحيا !
طويل وبارد جداً هذا الشتاء يا أخي ، ارجع إلينا و أنقذنا من وحشة الليل وظلامه القاسي ، كم مُرة هي الحقيقة ومؤلم هو الرحيل بلا وداع يا عمري ، لم نعتد غيابك بعد وما زلنا على أمل رجوعك ، لتروي أحلامنا التي صارت سراب من بعدك ، أفتقدك وأشتاق خوفي عليك ، أنا أيقن بأنك الآن في مكان أكثر دفئ وأمان من هنا ، كل ما في الأمر أني أحن إليك لا أكثر ، عيونك السوداء وابتسامتك الخجولة ما زالت مرسومة في حنايا روحي ، كن بخير ، يوماً ما ستتعالى ضحكاتنا من جديد لتمطر قلوبنا بالفرح الحقيقي كما كنا ، لن يكون هناك داع للابتسامات المصطنعة هذه !