الجمعة، 17 مايو 2013

أيام من حياتي ! "في غزة"


شيء غريب جداً حصل ذاك اليوم ، أتذكر جيداً الحريق الذي حدث في يوم الخميس بدون أي سبب ، فجأة كانت النار تشتعل في أسلاك الكهرباء ، لم يكن أحد في البيت سوى أنا وأختي وأخي محمد ،حاولنا بقدر ما استطعنا التغلب عليه ، لم تكن الأضرار كبيرة !
نظرت لأخي ، كان ينظر للبيت وكأنه لم يره من قبل ، ينظر لكل أجزائه بتأمل دقيق ، اقتربت منه وسرحت له شعره الطويل ورتبت له ثيابه كان يرتدي قميصه الأزرق المفضل لي ، قال لي "مو خايفة تبقي بالبيت لحالك ويجي حرامي" ، وقتها ضحكت ، قبلته على جبينه وقلت له "ما تغلب أختك يا حمادة وامسك إيدها منيح "
غادروا هم في تمام الساعة الرابعة مساءاً وفي السابعة وصلتني المكالمات من كل مكان تهنئني بحصول النص المسرحي "والله واستقلينا" على المرتبة الأولى ، كنت أنتظر هذا الخبر بلهفة  ولكني حينها لم أشعر بأي فرح و كأنه أمراً عاديا ، وبعد نصف ساعة وصلتني مكالمة من ابن عمتي "جهاد"  يخبرني فيها بإصابة أخي محمد في حادث سيارة وكسر رجله ، وفي الرابعة من مساء يوم الجمعة عاد أخي محمد للبيت وكان محمولاً ، طلبوا منا أن نلقي عليه نظرة الوداع ، استحقرت وقتها كل من قال لنا كلمة الوداع ، كنت على ثقة بأنه سيفيق بعد قليل ليخبرنا بأنه كان فقط يحاول أن يلعب معنا لعبة السكون المفضلة لديه  ومن يبقى أكثر فترة ممكنة بلا حركة هو الفائز !
كان وجهه ملائكياً  ، اقتربت من رأسه وطلبت منه أن يستفيق لكنه لم يفعل ، نظرت إليه كان يبتسم وشعره الطويل الأسود يغطي جبينه  ، كنت متأكدة حينها بأنه لم يمت فصرخت فيهم أخي ما زال حياً ،ولكن الحقيقة كانت أنه قد مات ،أدركت ذلك اليوم فقط  يا روحي!
أهنئك ، كنت أنت من انتصرت يا عمري وهزيمتي في موتك أعمت لي كياني وأرهقتني  ، اشتقت لابتسامتك حبيبي فهي كانت وما زالت سر حياتي من بعدك !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق