الاثنين، 20 مايو 2013

أواجه صعوبة في فهمه أحياناً وأغضب مما يفعله كثيراً ، لكنني ما أن أنظر إليه أدرك تماماً بأنه الكون لي ! عطر الماضي


تارة أظن أني كل شيء له وأحياناً أخرى أيقن بأنني لا شيء في حياته ، ضائعة أنا في روايات منقوشة بين خفايا أكف القدر أسير فيها بلا بوصلة لطريق ليس له نقطة بدء أو حتى ختام ، لا أدري ما الذي ورطني في قصة ما زلت أجهل من أكون فيها ، كلما حسبت بأنني أخيراً سألملم أشلائي وأرحل إلى وطن آخر ينقذني من هذا الوجع اللا مبالي وجدت نفسي مشتبكة به إلى حدود اللا وعي !
سألته يوماً وأنا في قمة مللي منه  ، تُرى من أنا لك ، فابتسم بلطف بين أوراق عمله المنثورة في كل مكان وقال "أنتِ المستقبل ، لن أكبر إلا معك ، أثق بأنك ستكونين ساحرة كما أنتِ الآن " ، لم تسعدني إجابته هذه رغم أنني كنت أنتظرها  طويلاً منه ، لكنني الآن أجهل إن كان بمقدوري أن أمضي ما تبقى  من عمري غارقة معه في حالة قاتلة من الشك ، أكره محاولاته الاستفزازية لإثارة غيرتي عليه ، تجعلني أخافه كثيراً وتتشرب كل ثقتي التي منحتها له ، فأصمت طويلاً معه ولا أفكر إلا بالهرب منه فيعود جاثياً يطلب رضائي ، فأنظر إلى عينيه والحزن يحتل كياني لأرى فيهما قدري فأيقن بأن نهايتي لن تكون إلا معه وحده ، فالبعد عنه سيخنقني !
غريبة جداً علاقتي معه ، أعشقه كما لم تعشق امرأة رجل ، وأحب وجوده الدائم بالقرب مني وأطمئن كثيراً بخوفه علي  لكنني أحياناً أكره عصبيته حين أناقشه في أمر أظنه صواباً ويظنه خطأ ، فلا يوضح لي حتى سبب رفضه ، يعاملني وكأنني شيء من ممتلكاته ولست شريكته ، يخطط لكل شيء ويخبرني بذلك بعد أن ينتهي من إعداد أدق التفاصيل  ، يطلب يدي من والدي دون علمي مع أنني أعلمته سابقاً بأنني ما زلت بحاجة لقليل من الوقت لإنهاء دراستي ، ويحدد يوم الزفاف ويختار لي خاتمي ، ثم يشتري بيتاً خارج حدود الوطن دون رأيي ، لكنني رغم هذا أحبه ، أواجه صعوبة في فهمه أحياناً وأغضب مما يفعله كثيراً ، لكنني ما أن أنظر إليه أدرك تماماً بأنه الكون لي !
هو يدرك جيداً بأني لن أعشق يوماً رجل سواه ومع ذلك يثار غضباً حين يحدثني أحدهم ، فينقلب كلياً ويصير شخصاً آخر يكتم شحنات غيظه بقسوة ، قبل شهر حادثته لكي أدعوه لحفل تكريم لي ، فاعتذر لي بحجة مقابلة عمل جديدة لديه ، فأبلغته أمنياتي بالتوفيق ، قاطعني ، سيكون والدك بقربك لذا لن أخاف عليكِ يا أميرتي ، فقط كوني حذرة من مخاطبة الغرباء ، قلت له :"لن يحضر" ، فاستفز كثيراً ، وكان في الحفل أول الحاضرين !

مقتبس من رواية عطر الماضي ! 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق