السبت، 18 مايو 2013

يوميات تائه عنوانها (في حياة أخرى سنلتقي)


أيها الموت رجاءاً إن كان قد حان الأجل فكن لطيفاً معي لأجلهم خذ روحي بسلام ولا تعذبهم معي فلا ذنب لهم إلا أنهم بصدق أحبوني لا داعي لتحبس الدم في وجهي وتجعل عيوني حمراء كالجمر أمامهم فزرقة شفتاي وارتفاع حرارة وجهي وبضع قطرات دم تسقط من فمي لن تؤلمني كثيراً لكنني أخاف عليهم من البكاء بحرقة لأجلي فهم سر السعادة في عيوني كانوا وما زالوا ، أرجوك كن حنوناً معي أمامهم أيها الموت فلا ذنب لهم فيما أمر به
حاسبني كما تشاء لكن كن لطيفاً في وجودهم !
يقول طبيبي الأحمق : " هي بضع سنوات لا أكثر " ، يرتبك هو ويرتجف بخوف ، فينظر في عيوني والدمع متلألئ من عينين خضراوين ساحرتين ، فأحاول التخفيف عنه فأقول : "هو فيلم روائي جديد فلا تجزع" ، تتعالى الصيحات مع صوت البكاء ويبدو لي مشهد عزائي ساخر أودع فيه أجمل لحظات حياتي وأستعد للحظات لا تعج إلا بألم الوداع القاسي ، يا لوجعي ، أمات أحد يا ملاكي ، أتساءل بغبن واضح ! يمسك بيديّ ويقسوا عليها قليلاً ، يتمالك نفسه ويمسح قطرات دمع سقطت على وجنتيه ، "كل شيء سيكون بخير فاطمئني" ، هكذا يقول ، فأبكي عليه لا على عمري !

يوميات تائه عنوانها (في حياة أخرى سنلتقي)


هناك تعليق واحد: