الجمعة، 17 مايو 2013

الحقيقة كانت أكبر من أمنياتي وأحلامي !


طلبوا منا أن نلقي عليه نظرة الوداع ، استحقرت وقتها كل من قال لنا الوداع ، كنت على ثقة بأنه سيفيق بعد لحظات ليخبرنا بأنه كان يحاول أن يلعب معنا لعبة السكون المفضلة لديه فمن يبقى أطول فترة ممكنة بلا حركة هو الفائز !
كان وجهه ملائكياً ونائم تماماً ، اقتربت من رأسه وطلبت منه أن يستفيق ، لكنه لم يفعل ، نظرت إليه كان مبتسماً وشعره الأسود الطويل يغطي جبينه ، كنت متأكدة حينها بأنه لم يمت فصرخت فيهم أخي ما زال حياً ،ولكن الحقيقة كانت أكبر من أمنياتي وأحلامي !
أهنئك أخي ، كنت أنت من انتصرت يا عمري وهزيمتي في موتك أعمت لي كياني وأرهقتني ، اشتقت لابتسامتك الخجولة حبيبي فهي كانت وما زالت سر حياتي من بعدك وإن غابت ، أنا على يقين بأنك تسمعني الآن فكل ما أريد قوله لك أنني أشتاق وجودك كثيراً فمن بعدك لم أعد أحدث أحداً قصص ما قبل النوم ولا حتى أقدر على النوم بدون أن أقبلك على جبينك وأخبرك بأنك قمري ،فكل ذكرياتي التي نسجتها معك تؤلمني كثيراً فوجع الموت لا يصبح أسهل كما يقولون مع الوقت بل هو أكثر عمقاً بسكينه الضاغط على قلبي ، في السنة الرابعة لرحيلك ما زالت السماء رمادية ملبدة بغيوم الضياع والخيبة وصوت الطير الحزين يغمره الألم ولون الورد باهت وكئيب وكل ما في الحياة يفتقد بدره الجميل !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق