الاثنين، 13 مايو 2013


لحظة يأس ! 

فجأة وجد نفسه هناك ، حيث لم يكن أحداً سواه والظلام الدامس لا يكاد يميز فيه شيئاً ولا يشعر إلا بحنايا روحه المرتجفة ، هو خائف ، غاضب ، متردد ، تغزو أفكاره المجنونة أعماق كيانه ، تارة يفكر بأمل في النجاة وتارة تنهار كل أحلامه ويقرر الاستسلام لناقوس الخطر، لا يعلم شيء سوى أنه يقع تماماً في المجهول المميت ، يحاول أن يبتسم قليلاً ويقنع نفسه بأن الأمور على ما يرام ولا داع للقلق لعل ذلك يخفف عنه من حدة الألم  كما كان يقول له جده قبل أعوام طويلة !
هو الآن أصبح شاباً قوياً ولم يعد بحاجة لوصايا جده من العصر القديم تلك ، هكذا يفكر الآن في محاولة يائسة منه لاستعادة قوته ، يلتفت ببطء للخلف ثم يمشي خطوة للأمام ، ينظر يميناً ، يساراً ، يصيبه الإحباط ، فيصرخ بوحشية  إلى أين المسير الآن ؟!
يسمع صدى صوته المشبع بالآهات ، فيرتجف منه ويهاب الظلام أكثر ، يقف حائراً من جديد بعيون أرهقت تماماً !
رغم هول ما فيه لم يكف عن التفكير في ابنته الصغيرة ، ربما تحتاجه الآن لزرع قبلة على جبينها قبل النوم وأمنية بأحلام سعيدة ، آه وكيف تنام وهي ما زالت في الشارع بين غرباء عنها وربما حصل معها أمر خطير هل يعقل أنها خطفت و يفكر الخاطف الآن في قتلها ،  ينهار تماماً ويبكي بإجهاش فابنته في خطر هكذا يتراود لذهنه ، يجلس في زاوية  ويتقوقع حول نفسه في البرد القاسي ، يبكي عليها بدموع تحرق وجنتيه ، يردد ما ذنبك يا صغيرتي ؟! ، صوت من بعيد يسمعه الآن ، يلملم ما تبقى من ذاته المنهكة ويقف يقول بصوت نابض بالأمل ، هل من أحد هنا ! 
عطر الماضي "رواية لم تخرج للنور بعد"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق