الأحد، 26 مايو 2013

ما بال هذا الوطن ؟! يذلني كل يوم ألف مرة ومع ذلك لا أكف عن التفكير به وفي هنائه !

في طفولتي كانت لي أحلامي كأي طفل آخر ،  كنت أظن أنه بإمكاني يوماً ما أن أكون سبباً في تغيير الوضع المقيت الذي أسمع عنه للأفضل ولو قليلاً  ، لكن العيش في تفاصيل مشاكل وطننا العربي الخانقة تصيبك بوجع لا حدود له ، وكأن الروح في الأعماق تموت كل يوم ملايين المرات ، قررت الانسحاب أخيراً بعدما أنهكت تماماً واستنفذت كامل قواي في سراب ليس أكثر ، تركت خلفي كل اهتماماتي وانجازاتي التي عانيت طويلاً من أجل تحقيقها  ، كنت نرجسية قليلاً وأردت أن أنجو بنفسي من هذا الدمار الذي لا ينتهي ، حاولت أن ألملم حطام ذاتي لأرحل به بعيداً إلى حيث لا أدري ، رتبت حياتي بطريقة مختلفة تماماً ، كنت دقيقة كما عادتي ورسمت مستقبلاً مختلف تماماً عما كنت أحلم به ، مستقبل هو حلم لكل من حولي لكنني لم أرتح بعد فأنا لم أصل لذاك الهدوء الروحاني الذي كنت أسعى إليه ، كنت مخطئة وصدقت أملي في تغيير مسار حياتي ، فحتى إن حاولت اقتلاع نفسي من هذا الوسط السياسي المثير للشفقة الذي اعتدت عليه ، سيبقى هناك شيء يعذبني يربطني به ، يسمى الوطن وهمه  ، إدماني على متابعة الأخبار وشغفي في معرفة أدق التفاصيل ما زال يرافقني إلى الآن ، يجعلني هذا في حالة تيه وضياع تام ، ما بال هذا الوطن ؟! يذلني كل يوم ألف مرة ومع ذلك لا أكف عن التفكير به وفي هنائه !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق