السبت، 18 مايو 2013

وأعشق عمري لأني إذا مت أخجل من دمع أمي !


وأعشق عمري لأني إذا مت أخجل من دمع أمي

من روحها تشعل لنا شموع عمرنا بكل طيب ، هي زهرة تمتزج بين عروقها ترانيم الأمان لنتنفس الحياة ياسميناً في حضورها ، هي منبع العطاء والوفاء الذي لا ينضب ، وجودها هو ذاك الضوء الذي يشق لنا الدرب المثالي وبدونه نتوه في ظلمات اليأس والحيرة والمعاناة ، إليك يا من ينبض قلبك بالحنان ، إليك يا من تصنعين لنا الحياة ، إليك أنتِ أنحني بخجل وحب يا ملاكي الحنون .  

أمي الغالية ، يا من تجرعتِ كأس الشقاء المر لتسقيني السعادة ، وضحيتِ بالكثير من أجل أن لا أتألم ، وكنتِ لي كالشمس دفئاً وإنارة ، فمن ثغرك الباسم أرى جمال الكون ولذته ، وعندما تضيق بي الدنيا يكفيني أن أضع رأسي على صدرك فأنسى كل همي ، فأنتِ الأمان والحنان والحياة  وأنتِ قمري الذي لن يغيب أبداً .

إلى أمي الأعظم والأطهر والأسمى فلسطين ، الوطن الذي يعيش فينا منذ خلقنا , فلسطين التي أعشق حبات رمالها وسمائها وبحارها وجبالها وصحرائها وأزهارها وخيرات أرضها و كل ما فيها ، يصعب علي نسيان أدق تفاصيلها ، أو حتى أن  أكف لحظة عن التفكير في الوفاء وتقديم كل ما أملك من أجلها ، أمي فلسطين ، كم أحلم بأن تكوني حرة لأنك تستحقين يا منبع الكرامة ، فأبناؤك من أجلك بذلوا الغالي والنفيس وما زالوا على العهد والوعد وها هم يكملون طريق الثورة بكل ثقة من أجل حريتك .

 للأم الفلسطينية لصورة الوطن الجريح ، تلك الجبارة الحنونة الصابرة، الكاسرة البناءة ، العنيفة اللينة ، قوية القلب والروح والوجدان ، هي من تربي أجيال العودة وتغرس في روحهم عمق الانتماء للوطن قبل أي شيء ، بحجر تعلم صغيرها كيف يرفض الذل والهوان ، هو حجر الحرية تسميه ، تعلمهم كيف يعيدوا بناء أحلامهم ملايين المرات دون يأس أو كلل ، كل مساء تحدث أطفالها عن ذاك الشهيد البطل ليكون القدوة لهم ويسيروا على دربه ، تخبرهم أنهم سراب بدون الوطن ، تربيهم شباباً رواداً ليكونوا على موعد من أجل تقديم الروح للوطن ، تقبلهم بحنان لآخر مرة ، وتضمهم بلطف و تعلو على جراحها وتقدم فلذة أكبادها بكل طيب لفلسطين الأم لها ، تبقى الشامخة كالجبل في عنان السماء ، الراسخة كالسنديان وشجر الزيتون .

يوم واحد لن يكفيكِ أمي لنتحدث عن روعتك وحنانك وجمالك  ، فكل الأيام احتفالات لك ومن أجلك ، فأنتِ العيد لنا كل يوم ، وبحضرتك يحلو الحديث  يحلو السكوت وتحلو الحياة ، لو تدري كم نحبك ، فكوني بخير لنكون .

ريتا رضوان عيد





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق