وأعشق عمري لأني إذا
مت أخجل من دمع أمي
من روحها تشعل لنا شموع عمرنا بكل طيب ، هي زهرة تمتزج
بين عروقها ترانيم الأمان لنتنفس الحياة ياسميناً في حضورها ، هي منبع العطاء
والوفاء الذي لا ينضب ، وجودها هو ذاك الضوء الذي يشق لنا الدرب المثالي وبدونه
نتوه في ظلمات اليأس والحيرة والمعاناة ، إليك يا من ينبض قلبك بالحنان ، إليك يا
من تصنعين لنا الحياة ، إليك أنتِ أنحني بخجل وحب يا ملاكي الحنون .
أمي الغالية ، يا من تجرعتِ كأس الشقاء المر لتسقيني
السعادة ، وضحيتِ بالكثير من أجل أن لا أتألم ، وكنتِ لي كالشمس دفئاً وإنارة ،
فمن ثغرك الباسم أرى جمال الكون ولذته ، وعندما تضيق بي الدنيا يكفيني أن أضع رأسي
على صدرك فأنسى كل همي ، فأنتِ الأمان والحنان والحياة وأنتِ قمري الذي لن يغيب أبداً .
إلى أمي الأعظم والأطهر والأسمى فلسطين ، الوطن الذي يعيش فينا منذ
خلقنا , فلسطين التي أعشق حبات رمالها وسمائها وبحارها وجبالها وصحرائها
وأزهارها وخيرات أرضها و كل ما فيها ، يصعب علي نسيان أدق تفاصيلها ، أو حتى
أن أكف لحظة عن التفكير في الوفاء وتقديم
كل ما أملك من أجلها ، أمي فلسطين ، كم أحلم بأن تكوني حرة لأنك تستحقين يا منبع
الكرامة ، فأبناؤك من أجلك بذلوا الغالي والنفيس وما زالوا على العهد والوعد وها
هم يكملون طريق الثورة بكل ثقة من أجل حريتك .
للأم الفلسطينية
لصورة الوطن الجريح ، تلك الجبارة الحنونة الصابرة، الكاسرة البناءة ، العنيفة
اللينة ، قوية القلب والروح والوجدان ، هي من تربي أجيال العودة وتغرس في روحهم
عمق الانتماء للوطن قبل أي شيء ، بحجر تعلم صغيرها كيف يرفض الذل والهوان ، هو حجر
الحرية تسميه ، تعلمهم كيف يعيدوا بناء أحلامهم ملايين المرات دون يأس أو كلل ، كل
مساء تحدث أطفالها عن ذاك الشهيد البطل ليكون القدوة لهم ويسيروا على دربه ،
تخبرهم أنهم سراب بدون الوطن ، تربيهم شباباً رواداً ليكونوا على موعد من أجل
تقديم الروح للوطن ، تقبلهم بحنان لآخر مرة ، وتضمهم بلطف و تعلو على جراحها وتقدم
فلذة أكبادها بكل طيب لفلسطين الأم لها ، تبقى الشامخة كالجبل في عنان السماء ،
الراسخة كالسنديان وشجر الزيتون .
يوم واحد لن يكفيكِ أمي لنتحدث عن روعتك وحنانك وجمالك ، فكل الأيام احتفالات لك ومن أجلك ، فأنتِ
العيد لنا كل يوم ، وبحضرتك يحلو الحديث
يحلو السكوت وتحلو الحياة ، لو تدري كم نحبك ، فكوني بخير لنكون .
ريتا رضوان عيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق