الخميس، 16 مايو 2013

عذراً درويش

عذراً درويش ، فالحقيقة أني لا أحن إلى خبز أمي ولا حتى إلى قهوتها ، فأنا لم أتذوق خبزها يوماً واعتدت أن آكل من خبز مصنع قريب من بيتنا المطل على البحر ، أما القهوة فأنا أساساً لا أحبها كثيراً ، لكنني رغم هذا أعشق أمي بكل تفاصيلها مع أنها لا تشبهني في شيء ، لا بملامح وجهي العربية ولا حتى بابتسامتي الشرقية ، ولا بعنادي القاسي مع أحبتي ، ومع هذا أشعر بأن رابطة إلهية قوية تجمعني بها ، أحياناً لا أفهمها بشكل جيد وأشعر بأنها لا تجيد فهمي كذلك ، لكن ابتسامة واحدة مني أو منها تجعل أي أمر كان كأفضل ما يكون ، أنا لم أتجاوز العشرين بعد يا أمي لكنني أصبحت قادرة على إدارة كل شؤوني بنفسي ، مررت بكل التجارب الكفيلة بأن تصنع من أي شخص كان إنساناً قوياً وعلمت بأن الحياة ليست جنة كما كنت أتخيلها في قصصك التي كنت تروينها لي قبل النوم ، فالخير لا ينتصر دائماً ولا حتى من نمنحهم ثقتنا يحافظون عليها ، أنا يا أمي أحبك كثيراً لكني ربما لست جيدة بما يكفي لأعلمك بأنني ممنونة لوجودك في حياتي ، يقول لي الغريب يا أمي بأن سماء جديدة وأرض أخرى ستجعلني الأسعد ، لكن لا تقلقي فأنا ما زلت كما أنا لا أصدق الغرباء  ، أحمل في أعماق روحي التمرد العربي يا أمي ، أستاء منه أحياناً بين أخوتي في الوطن وأتباهى به في بعدي عن بلادي ، أتعلمين بأني أخاف كثيراً هذه الأيام رغم أن كل شيء يسير على ما يرام وأكثر ، حظيت بكل ما كنت أتمنى به يوماً ، لدي انجازاتي وبيتي وأحلامي التي تتحقق شيئاً فشيئاً وعندي من أثق به جيداً في حياتي لكنني لم أرتح بعد ، صلي لي قبل نومك يا أمي لكي أطمئن ، وادعي لي الرب بأن يجعلني على طريق صائب مستقيم حتى لا أظلم أحداً معي يوماً ، فأنا أخطئ كثيراً بلا قصد ، أرجوك يا أمي سامحيني واغفري ذنبي وكفاك قلقاً علي ، أنا بخير ، وإن كذبتني عيوني وقالت غير ذلك ، فثقي بأني سأكون بخير ، يوماُ ما !

هناك تعليق واحد: