انتفاضة الحرية....
ريتا عيد 10/11/2007
بين أحضان القدس وأضلعها ، جاءت الأوامر بهدم منزلها الصغير ، وباقتلاع زيتونة راسخة غرستها وزوجها قبل أن يؤسر ، ولكنها لا تعلم بعد ما يدور في غيابها ، كل ما كان يتلاطم في فكرها ، هو رغيف وكأس ماء لابنها أحمد قبل أن يعود من مدرسته ، ومن مصارعة العيون مع جندي صهيوني يراه في طريق عودته ،عادت تحمل بين كفيها رغيف خبز له ، ويبدو عليها الارتياح لجلبها لصغيرها قوت يومه ، ولكن...كانت الصدمة أكبر من أن يحتملها قلبها الرقيق.عندما وصلت ، كان البيت قد حطم تماما ، كانت تجهل بأن بيتها الصغير سيعيق توسيع ملهى لأبناء الصهاينة ، يسطو على آلاف الدونمات، تهاوت أرضا وقبلت التراب !
جاء يصرخ من بعيد ، بعدما لمح أمه على الأرض ملقاة ، راح يركض بارتياب بتطاير شعره الأسود الطويل .تارة يمينا وتارة يسارا ، لكن رصاصات البندقية كانت أسرع من قدماه الصغيرتين وأقرب من أمتار تفصله عن حضن أمه ، فسقط أرضا وغمرت دماؤه الزكية تراب أرض طاهر !
علت صيحاتها ، انهمرت دموعها ، ضمته بحرارة ، قبلته على جبينه ، وهنأته بعيده السابع ، صوت حنون كان يهز أعماقها بأن لا تبكي على صغيرها ، كان طفل بألف رجل !
لم تكن طلقة واحدة كافية لهم ، ولكنها كانت كافية لبعث الحياة في شعب أرض لا يلين ولا يهون !
أشعلت بركان الغضب في قلب ثائر ، لم يكن بحاجة لأمر أحد لينطلق ببندقيته صوب رأس جندي حقير، ليسقط بذلك أصوات الداعين لسلام مع ذئاب !
وليكتب عاليا على جبين السماء ، كانت فلسطين وستبقى فلسطين ما دامت قلوبنا تنبض عشقا لها لم يكن أحمد مجرد شهيد ، بل كان فجر جديد ،لانتفاضة ثالثة "انتفاضة الحرية" !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق