السبت، 18 مايو 2013

انحناءات متشابكة !


في الجامعة
لا تكف عن الصعود من مبنى لآخر لتحصل على تلك الورقة الضرورية لك
تنتظر طويلاً ، ثم يأتيك موظف بليد ليخبرك بأن هناك خلل ما في بياناتك
ربما الخلل هو بلادك العربية التي لا يسير أمر بها بدون وجود تلك الواسطة اللعينة
تتشاءم وترتسم ملامح الكآبة على وجهك ، يا الهي كم هي قذرة هذي الحياة !


في المفترق
تسير لاعناً هذي الحياة مفكراً بحيرة في أمر بلادك العجيب وفي أدق تفاصيل ما فيها
أصوات مزامير السيارات حولك والسرعة الخيالية لعجلاتها تجعلك عاجزاً عن الحركة
أنت لست مكترثاً بالحياة إلى ذاك الحد لكنك أيضاً لا تريد الموت بهذه الطريقة البشعة
يتراءى أمامك ضوء الرحيل ذاك الذي قرأت عنه طويلاً في روايات غربية
الوقت بطيئاً جداً وأنت تدرك جيداً أنها النهاية التي لطالما كرهت التفكير فيها
يمر شريط ذكرياتك من أمامك ، تتذكر كم كنت طفلاً شقياً وبلمحة عين أنت إنسان راشد يواجه الموت
صوت راجف لعجوز قابلتها قبل سنوات يقول لك "الموت سيكون حنوناً جداً إن ابتسمت له"
يتوقف الزمن مجدداً على صوت عجلات السيارات حولك وهي تحاول جاهدة أن لا تسبب لك الأذى
تنظر لنفسك وتقول :"أنا ما زلت حياً، كم كنت قريباً أيها الموت مني ولكني انتصرت"

في الشارع
بملابس رثة يسير ومعه علبة حلوى يبيع منها ما تيسر له مقابل القليل ، تارة يجتاح كيانه الخجل من نفسه
 وتارة أخرى يشعر بالحسد لطفل آخر ذاهب لمدرسته ، لكنه رغم كل هذا الانكسار في هذا الكون الأحمق لا ينكسر ، ما زالت لديه أحلامه ليبيع منها ما يستطيع لكي يعيش !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق