الثلاثاء، 14 مايو 2013

ثائر بوجه آخر !


ثائر بوجه آخر !

أتساءل !!!
هل ما زلت تذكرني ؟! أما زال اسمي يزرع فيك تلك الرجفة ووجودي يرعش أعماقك كما كان ؟! هل ما زلت تحب ابتسامتي التي كنت تتغنى بها دوما؟! وهل عيوني السوداء ما زالت سحر يأخذك إلى حيث القمر؟!هل تشتاق صوتي الحنون وهمسي المجنون حين أناديك ؟! لا داعي يا عمري لافتقادي فلا شيء في بقي كما هو منذ رحلت …
فاسمي لم يعد لطيفا كما كان ، كلما ناداني به أحداً تذكرتك فنسيت من أكون أمام اشتياقي لكل ما فيك ، وابتسامتي ... يا الهي عن أي ابتسامة أتحدث فالكآبة أعادت رسم ملامح وجهي بالحزن وسطرت على جبيني آيات الموت الموجعة ، وعيوني أدماها السهر يا عشقي فدموع الكون احتلتها ونزعت منها بريقها الدافئ ،وصوتي ترانيم أغنية العزاء ، إيقاعاته ممزوجة بالألم الساكن أعماقي …

فصل الشتاء قد بدأ الآن في البلاد ، ويا ليتك كنت هنا هذا الصباح لتشاهد معي نداء السماء لنا لنعاهدها على الوفاء كما كنا نفعل كل شتاء لكن لا تقلق فأنا وقفت في وسط المطر وعاهدتها عني وعنك، أتعلم كنت أشعر حقاً  بوجودك معي منذ أغمضت عيوني وكأنك بقربي كما كنا ، لم أطمئن منذ غبت إلا هذا الصباح ،نظرت للبحر الهائج وتذكرت يوم كتبنا رسائلنا بحروف الفرح ووضعناها في زجاجات وألقينا بها بعيداً لتصل إلى حيث لا ندري هل تعتقد بأن أحداً قرأها الآن ؟! أيقن بأن من امتلكها يفكر فيك كثيرا ويتمنى أن يراك ولو مرة واحدة فلا أحد قادر على أن ينسج الحروف كما كنت تفعل بها كأناقتك المعهودة
لا تقلق يا ملاكي ،، فأنا أثق بأنك يوما ستعود ومعك كل أحلامي ، أنت تعلم بأني  بانتظارك دوماً ، لعنة السجان تلك ستعلن استسلامها وستكتب حروفها الأخيرة قريباً ، فالوطن يبقى فوق كل شيء كما كنت تقول !
أرجوك ، كن بخير لأجلي !

مقتبس من رواية عطر الماضي ، ريتا عيد





هناك تعليق واحد: