الأربعاء، 22 مايو 2013

ماذا فعلت بنا يا موت ؟!

ماذا فعلت بنا يا موت ؟! فجأة وبدون أي مقدمات تقتض علينا وتختطف منا أعز ما لدينا ، لتتركنا في هم وتيه وضياع ، توجه سيخك الساخن لأعماق قلوبنا فتبقى معذبة بك للأبد ، ما أن نحاول الاستفاقة من صدمة رحيلهم القاسي يوجعنا رحيل آخر ، لم تكن حنوناً معنا يوماً يا موت ، لكننا رغم هذا لم نعتد قسوتك بعد ، فكلما تسرق من بيننا أحد نثق بأن هذا كابوس لا أكثر ، فنكون على قناعة تامة بأنه سيعود ، تأبى أعماقنا المثخنة بالوجع تصديق بأنه قد رحل إلى حيث لا عودة ، نجلس مع أنفسنا لنقنعها بأنه قد مات ، لن يعود ، تقتلنا ذكرياتنا معه آلاف المرات ، بدون إحساس ووعي منا نتذكر أول لقاء لنا معهم ، هدوئهم الملائكي وحده ما يبقى لهم فينا ، لطفهم معنا ، أسرارهم ورواياتهم لنا ، نتذكر أوجاع كنا السبب بها ومع ذلك لم نعتذر ، تتلو تلقائياً آيات من الذكر الحكيم من أجلهم ، تدعو قليلاً ، لا يمكنك إيقاف دمعك المنهمر على وجنتيك ، ثقل كبير في رأسك يوجعك كثيراً ، فتجهش في البكاء وتدخل في غيبوبة عن كل ما حولك ، ترى بأن النوم سيصلح كل شيء ، فعندما تستيقظ سيعود كل شيء كما كان ، في أحلامك لا ترى إلا وجوههم التي لم تعرف الحزن يوماً ، رغم كل شيء كانت تتحدى القهر وتبتسم ، أحقاً رحلتم ، يا الهي ما أوجع الرحيل وما أقسى غياب أحبتنا !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق