لطالما
أحببت اللون الأبيض ، لسبب ما زلت أجهله ، ربما ذلك لأنه يرمز للنقاء الذي جميعنا بحاجة
إليه أحياناً ، لكن الحياة تماماً كرسومنا فهي لن تكون جميلة إن كانت بلون واحد
فقط وإن كان لون النقاء ، فحتى اللون الأسود أشعر بأنه لون الهدوء والأمان ويضفي
شيئاً من اللذة ، كما لكل لون آخر معنى مميز خاص به وحده .
بالطبع
ليست الحياة دوماً كما نريد ، ولا من فيها هم أشخاص نحبهم أو أدخلناهم إليها
بإرادتنا ، لكن المشكلة تكمن في طريقة تعاملنا مع كل من فيها ، فليس الجميع طاهر
ونقي كما كنا نحسب في طفولتنا ، فالأفكار الشريرة الحمقاء تعتري نفوس كثيرة في هذا
الوجود وتعج بمشاعر الحسد والغيرة لآخرين امتلكوا أشياء لم يكن بمقدورهم هم
امتلاكها ، فيصيبها شعوراً بالنقص تحاول تغطيته باتهام الآخرين بأمراض قد أصابت
نفوسهم هم ، ربما هذا يرجع إلى طبيعة الطفولة التي نشأت بها و التي قد تكون طفولة
محرومة بعض الشيء ، تختلف مظاهرها من إنسان لآخر ، فالبعض قد يحول هذه المشاعر
الحاقدة إلى عنف وصراخ وآخرون قد يفضلون العزلة والصمت ، لكن في مراحل العمر الأخرى
تبدو هذه المظاهر أكثر وضوحاً ويزداد خطرها بشكل تدريجي ، إلى أن يصبح هدف هذه
النفوس المريضة هو تدمير كل إنسان ناجح بشتى الوسائل ، فهم يؤمنون بمبدأ " إن
لم تحصل على شيء ما ، فامنع الآخرين من الوصول إليه " حسب وجهة نظر هذه
النفوس فإنها تقوم بشيء من العدل ، لن للأسف فالأمر لا يتوقف إلى حد الحقد وتمني
الشر بل قد يصل فيهم الأمر لزرع الشر ذاته لأصحاب النجاح ونصب الفخاخ لهم ،،
يتبع
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق