الخميس، 6 يونيو 2013

مدينة التناقض الجميل

حقاً إنها لمدينة العجب ، كل شيء في تفاصيلها غريب إلى حد الخيال وأكثر ، هي قاسية موجعة حزينة كئيبة ،  لكنها رغم هذا سر الفرح في أعماقنا  ، نعشق أحمق الصفات فيها ، نحب معاناتنا معها ودمعاتنا من أجلها ، يا الهي فحتى روحنا لا ترضى الفرح إلا بها ، في البعد عنها يتم وضياع وتيه وإن كان كل شيء يبدو بخير ، غيابنا عن أرضها وأهلها وجرحها الذي لا يشفى يعني حكم علينا بسجن الحزن والولع والخوف ، متشابكين معها لدرجة معقدة ، تجعلنا نذوق للمر فيها لذة وللألم منها راحة ، هي مدينة التناقض الجميل ، مدينة الموت والحياة في آن ، مدينة اليأس والأمل مجتمعين ، هي مدينة للحرب والحب  ، يكفيك أن تمشي في شوارعها مرة لتدرك حجم نقاءها وطهارتها ، فأبنائها هم عنوان للطيبة بأحاديثهم المتواضعة البريئة ، والصباح فيها له نكهة مميزة ، ملامح غريبة في غزة تميزه ، هو بائع الكلور ربما عندما يسير في شوارعها صباحاً فيقول بصوت مزعج كلور ليستيقظ أهالي الحي على صوته المثير للعصبية ، فيذهب هو ويأتي صاحب الجملة المشهورة في غزة " تلاجات غسالات خربانة للبيع " وبعد لحظات يأتي بائع السمك المميز ، وهكذا إلى أن يقضى تماماً على كل ملامح الهدوء فيها هذا إن وجدت لساعتين بعد صلاة الفجر ،

يتبع ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق